خالدطايع المدير العام
مدير الموقع عدد المساهمات : 2043 تاريخ التسجيل : 22/01/2012 العمر : 54
| موضوع: عالم مصري في قائمة أعظم علماء العالم الجمعة مارس 30, 2012 6:52 pm | |
|
مصر عظيمة بأبنائها من العلماء والباحثين الذين يرفعون اسم مصر عاليا في كل المحافل الدولية وإن كان كثير منهم أتيحت له
فرص العمل والنجاح خارج وطنه فسطع نجمه وتلألأ في مختلف بلدان العالم إلا أن نسبة غير قليلة منهم فضلت البقاء والاجتهاد داخل أرض الوطن وجاهدوا واجتهدوا فأبدعوا رغم قلة الإمكانات المتاحة لهم وحصدوا الجوائز العلمية الرفيعة علي مستوي العالم وكان آخرهم الدكتور محيي الدين زهير الفولي أستاذ الميكروبيولوجيا الاشعاعية بهيئة الطاقة الذرية الذي قامت مؤسسة who is who in the world) بتكريمه واختياره ضمن قائمة "أعظم علماء الأرض" والتي تضم أفضل من أسهموا في تطوير مجال عملهم علي مستوي العالم. والدكتور الفولي له أكثر من 100 بحث في مجالات المكيروبيولوجيا المختلفة. كما قام بتأسيس ورئاسة قسم تشعيع الأغذية وقسم الميكروبيولوجيا الإشعاعية بهيئة الطاقة الذرية كما تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ثلاثة مشاريع بحثية دولية منها استخدام الإشعاع لإزالة السالمونيلا والميكروبات المرضية الملوثة لذبائح الدواجن المصرية بالإضافة إلي قيامه بالتعاون مع الوكالة العربية للطاقة الذرية في مشاريع أخري أهمها استخدام الإشعاع في إزالة التلوث الميكروبي في مياه الصرف الصحي. كما أنه عضو بلجنة ترقية أساتذة الجامعات المصرية. ويعد الدكتور الفولي من الخبراء الدوليين في مجال الميكروبيولوجيا الإشعاعية وتشعيع الأغذية حيث نشرت أبحاثه باللغات المختلفة في مختلف المجالات والنشرات العلمية العامة منها والمتخصصة. إلي الدكتور الفولي ذهبت "نصف الدنيا" لتهنئته وكان لنا معه هذا الحوار: في البداية قال: أنا منياوي الجذور سكندري الميلاد والنشأة فجدنا الأكبر الشيخ الفولي من المنيا ولكن جدي لوالدي سافر إلي الإسكندرية واستقر بها وتزوج والدي من سيدة إسكندرانية فأنجبت له سبعة ذكور وبنتين وكنا جميعا في مراحل التعليم المختلفة عندما توفي والدي كنت أنا في بداية المرحلة الثانوية وتولت والدتي المسئولية حتي أتممنا جميعا تعليمنا العالي حتي أن أخي الأكبر كان مهندسا في الطاقة الذرية وكان من أوائل الذين أنشأوا الطاقة الذرية في مصر وكان ضمن المسئولين عن مشروع إنتاج الكهرباء بالطاقة الذرية وأخي الثاني كان مدير بنك مصر في الإسكندرية وكان لي أخ ضابط توفي صغيرا وأخ عمل في إحدي الشركات وأخ لواء متقاعد وأنا السابع وتخرجت في كلية الزراعة عام 1958 ثم التحقت بالعمل في وزارة الزراعة - وماذا كانت طبيعة عملك في وزارة الزراعة؟ -- كنا نقوم باستصلاح الأراضي عن طريق بحث كيفية زيادة خصوبة هذه الأراضي وكيف نزود إنتاجها وكانت فترة مهمة لي حيث استطعت الحصول علي الماجستير والدكتوراه خلالها. - وهل حققتم نتائج طيبة في استصلاح الأراضي؟ -- بدون شك فقد قضينا فيها سنين طويلة وأخذنا الأراضي من إسكندرية إلي أسوان أي أنني في هذه الفترة لم أترك قرية إلا وقمت بزيارتها وكنا نقوم بأخذ العينات وخصوصا من الأراضي الضعيفة التي بها مشاكل وكنا نتوصل إلي طبيعة المشكلة ونحلها. - وماذا كان موضوع رسالتك للحصول علي درجة الدكتوراه؟ -- أخذت الدكتوراه في الميكروبيولوجي وبعد ذلك انتقلت إلي هيئة الطاقة الذرية. - ولكن ما العلاقة بين الميكروبيولوجي والطاقة الذرية؟ -- هيئة الطاقة الذرية بها جميع التخصصات فيها المهندسون والأطباء والصيادلة وأساتذة العلوم والزراعة والطب البيطري، لأن مجال استخدام الإشعاع في النواحي السلمية تفوق بمراحل استخدامه في النواحي غير السلمية. وأنا كميكروبيولوجي أعرف أن 90% من الميكروبات مفيدة لأنها تحلل المواد العضوية التي تعطي النبات خصوبته وحتي الزبادي تضعه الميكروبات والمضاد الحيوي والفيتامينات نأخذها من الميكروبات لكن الإنسان يحاربها لأنها تحاربه في صحته وغذائه ولذلك عندما ذهبت إلي الطاقة الذرية كان هدفي كيف استخدم الإشعاع لأحارب الميكروبات المرضية التي تفسد الغذاء وكيف أحفز هذه الميكروبات لإنتاج المواد المفيدة ومن هنا جاءت العلاقة بين تخصصي وبين الطاقة الذرية. - وكيف اتجهت إلي البحث العلمي؟ -- البداية كانت بحكم دراستي للماجستير والدكتوراه حيث كان الماجستير عن كيفية تحويل القمامة إلي سماد عضوي باستخدام الميكروبات وهو الشيء الذي يحاولون القيام به الآن بينما قمت به في الستينيات. - ولماذا لم تطبق نتائج هذا البحث منذ الستينيات؟ -- وهل أنا الذي يقوم بالتطبيق أنا مهمتي عمل أبحاث أعطيها للدولة والمفروض أنها تقوم بتطبيقها وهذه من الأشياء التي تسبب لي الحزن أننا نجتهد ونقوم بأبحاث أنا وغيري من الباحثين ولكن لا يستفاد من أبحاثهم بأي شكل مما جعلني عندما يأتي طلابي لعمل الماجستير والدكتوراه فأنا أحاول أن أختار لهم ما يمكن أن يفيد البلد من موضوعات بحثية علي غرار ما يحدث في الدول المتقدمة والتي إما يتم تمويلها من الدولة أو من خلال رجال الأعمال فمثلا لو أن رجل أعمال لديه مشكلة في صناعته يعرض هذه المشكلة علي مراكز البحث العلمي وهم يقومون بحلها ولذلك عندما يصلون إلي نتائج تطبق في اليوم التالي مباشرة في الدول المتقدمة وأتمني أن يتغير الوضع عندنا وتنفذ بحوثنا ويستفيد منها الوطن. - وهل عرضتم بعض الأبحاث علي جهات معينة لتنفيذها ولم تستجب لكم؟ -- عندما قمت أنا وزملائي بعمل أبحاث بالإشعاع علي جميع الأطعمة الموجودة في مصر سواء دجاج أو لحم أو أسماك أو أعشاب وتوابل حاولنا مع وزارة الصحة وكنا نرجوها لكي تسمح بتشعيع الأغذية وكان ذلك عام 1980 ولم تسمح بذلك إلا عام 1997 وعلي عدد محدود من الأغذية منها التوابل والأعشاب الطبية والبصل والثوم المجفف. - ومتي يتم التشعيع بعد الإصابة أم قبل إصابة الأغذية؟ -- الإشعاع لا يصلح ما أفسده الدهر فلو الأغذية فاسدة الإشعاع لا يصلحها ولكن الإشعاع يحافظ علي الأغذية السليمة. - ولكنك طالبت بتشعيع اللحوم المصابة بديدان الساركوسيست للقضاء علي هذه الديدان، فهل اللحوم تصبح صالحة للاستهلاك بعد تشعيعها والقضاء علي الديدان؟ -- طبعا إذا تم تشعيع هذه اللحوم فسوف يقضي الإشعاع علي هذه الديدان واللحوم ستصبح صالحة للاستهلاك خصوصا أنها تغلي بعد ذلك ولكن المشكلة أن بعض الميكروبات تموت بالإشعاع والغلي ولكن بعضها يفرز بعض السموم في الأطعمة وهنا الإشعاع لا يستطيع أن يقضي علي هذه السموم لذلك الدور الأهم للإشعاع يكون في وقاية الأطعمة قبل الإصابة بأي شيء. ولكن الآن سمحت وزارة الصحة بتشعيع كل الأغذية الجافة مثل الحبوب الجافة وأتمني أن يسمحوا مثل كل دول العالم ومنها سوريا أن تشعع كل الأغذية وبذلك تقل الخسائر حتي أن بعض الدول تصر أن نصدر لها الأغذية مشععة لضمان سلامتها. - حدثنا عن أهم بحث قمت به؟ -- البحث الرئيسي الذي قمت به كان سنة 1979 عندما سافرت إلي هولندا وكان في ذلك الوقت ميكروب السالمونيلا منتشر في العالم وكان يسبب الاسهال والنزلات المعوية والتيفود والباراتيفود وصممت أن أجري أبحاثي عن هذا الميكروب وكان أكثر شيء يصيبه هو الدواجن وقمنا بتشعيع الدواجن المذبوحة حتي تقضي علي هذا الميكروب ونجحنا في ذلك. - وماذا عن الدواجن في مصر هل يتم تشعيعها خصوصا مع انتشار انفلونزا الطيور؟ -- للأسف حتي الآن لا يسمح بذلك في مصر ولذلك أناشد وزارة الصحة أن تسمح بتشعيع جميع أنواع الأغذية وليس كل عدة سنوات يسمحون بإضافة عنصر جديد، وخصوصا أن ذلك أصبح قانونا عالميا فلماذا لا نستفيد نحن دونا عن جميع دول العالم بهذه التكنولوجيا ونقضي علي مشكلات مرضية - كثيرة خصوصا في وقت الصيف؟ - حدثنا عن انضمامك إلي قائمة أعظم علماء الأرض؟ -- أولا أنا فوجئت بخطاب منهم يخبرونني فيه باختياري من أفضل العلماء من عام 2010 وأنا لم أتقدم لهم بأي أوراق أو أبحاث ولكن أنا أقوم بنشر أبحاثي علي الإنترنت وأقول إذا كانت بلدي لا تستفيد منها فالعالم من الممكن أن يستفيد منها. - كثير من العلماء المصريين حققوا نجاحات عظيمة في الخارج فهل فكرت يوما في الهجرة والعمل في الخارج؟ -- الفترة الوحيدة التي ابتعدت فيها عن بلدي لمدة كبيرة كانت فترة سفري إلي هولندا واستمرت لمدة 6 أشهر ولم أفكر يوما في الهجرة ورفضت كل العروض التي قدمت لي من مراكز بحوث في الخارج وكنت أري دائما أن بلدي أولي بي كذلك كان الوازع الديني مهما جدا بالنسبة لي ولأولادي وأحسست أنني إذا هاجرت إلي الخارج قد أكسب مكاسب كبيرة ولكن في المقابل قد أخسر أولادي وآخرتي ولم أندم علي قراري هذا. - وما رأيك في البحث العلمي في مصر حاليا؟ -- نحن كعلماء ممتازين جدا ولكن المشكلة الأساسية هي غياب التمويل والشيء الثاني أنه لا توجد علاقة بين البحث العلمي والصناعة ومن الضروري أن يصرف رجال الأعمال علي البحث العلمي مثل كل دول العالم ولن يتقدم البحث العلمي في مصر بالطريقة التي أتمناها إلا بقيام رجال الأعمال بتمويل البحوث ويكون ذلك لمصلحتهم فمن المؤكد أن كل رجال أعمال لديه مشكلات في مجاله وأذكر هنا من المشكلات التي صادفتني في مشواري البحثي أننا بعد أن توصلنا إلي طريقة تشعيع الأغذية ومن ضمنها الحبوب ومنها الفول فذهبت إلي احدي شركات الأغذية وأخبرتهم بأننا يمكننا القضاء علي الحشرات والحفاظ علي الحبوب سليمة وإذا أعطيتمونا فولا سليما فمن الممكن أن نحفظه لكم لمدة طويلة دون أن يصاب بالتسوس فوافقوا وكان وقتها لابد أن نحصل علي تصريح من وزارة الصحة وطلبت منهم مساعدتنا في التمويل وكذلك في الحصول علي تصريح وزارة الصحة ولكن عندئذ انسحبت الشركة وتركت المشروع. - نشر أنك أول من حذر من انفلونزا الخنازير عام 1980 كيف كان ذلك؟ -- الحقيقة أن هذا الكلام عار من الصحة ونسب لي وأنا لم أصرح به وكل ما قلته إنه في كل وقت من الأوقات ينتشر مرض معين كما انتشر من قبل ميكروب السالمونيلا وأنفلونزا الطيور والخنازير وقلت إنه بالإشعاع نستطيع أن نتغلب علي تلك الأمراض. - إذا في رأيك هل حدث تهويل في موضوع أنفلونزا الخنازير؟ -- انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير أخذت أبعادا أكثر من الحقيقة ونستطيع معرفة ذلك من أعداد الذين ماتوا نتيجة هذه الأمراض وكم شخصا مات نتيجة الانفلونزا العادية فسنجد أن أعداد المتوفين من انفلونزا الخنازير تقريبا واحدا علي عشرة آلاف من الذين يموتون جراء الإصابة بالإنفلونزا العادية. - ولكن هل إنفلونزا الخنازير انتهت؟ -- لا نستطيع أن نقول إنها انتهت لأن كل الميكروبات والفيروسات موجودة ولكن المهم هو كيف نأخذ احتياطاتنا لكي لا نصاب بها فمثلا الأغذية التي سوف تذهب لربة المنزل لابد أن تصلها سليمة والطيور المذبوحة خصوصا فمثلا إذا كان لدينا وعي صحي كان من الممكن إذا رأت ربة المنزل فرخة مذبوحة ومشععة وأخري مذبوحة ولم يتم تشعيعها فعليها أن تختار المشععة حتي وان كانت أعلي سعرا لأنها في هذه الحالة تكون سليمة ومضمونة. - خلال مشوارك العلمي الكبير والزاخر بالأبحاث القيمة ما الجوائز التي حصلت عليها داخل مصر؟ -- هذا شيء لم أكن أود الحديث عنه ولكن أشعر بمرارة كبيرة أن يأتيني التكريم من الخارج ولم أحصل علي أي جوائز أو تقوم أي جهة بتكريمي داخل بلدي طوال مشواري وأنا لا أعمل في البحث العلمي رغبة في الحصول علي الجوائز ولكن أؤدي عملا أحبه والتقدير الذي أحصل عليه عندما يحصل تلاميذي علي الماجستير والدكتوراه في موضوعات يمكن أن تخدم بلدي حتي بعد حصولي علي هذا التقدير فرح أولادي من الباحثين بهذا التكريم أكثر مني وقالوا لي كنا نتمني هذا منذ زمن وكانت فرحتي بفرحتهم أكثر من فرحتي بهذا التقدير العالمي. - وماذا عن أحدث أبحاثك؟ -- هناك بحث انتهيت منه منذ فترة قصيرة عن نوع من الصبغات ومن المعروف أننا حاليا ضد استخدام الصبغات الكيماوية لما لها من أضرار جسيمة علي الصحة ونحاول استخراجها من مواد طبيعية مثل التي تستخدم في تلوين الأغذية لذلك احدي هذه الصبغات اسمها أستازانسين وهي صبغة ذات لون برتقالي وتستخدم في شيئين مهمين أولا أنها تضاف إلي علب التونة لإعطائها اللون الوردي الذي نراه ثانيا نستخدم هذه الصبغة مع الدجاج الذي يربي في مزارع ولا يري الشمس لأن عدم تعرض الدجاج للشمس يمنع تكون هذه الصبغة داخل الدجاج ونتيجة ذلك أن هذا الدجاج إذا لم نعط له هذه الصبغة بطريقة صناعية نجده ينتج بيضا يكون فيه "صفار البيض أبيض اللون" وأنا استطعت إنتاج هذه الصبغة من الميكروبات وبحثت العوامل التي تجعل الميكروبات تفرزها بكميات كبيرة ولو توفر لدي التمويل كنت أنتجها بكميات كبيرة واستغنينا عن الصبغة المستوردة والمنتجة بطريقة كيميائية وكان سينتج عن ذلك أن تكون أسعارها أقل من المستورد وأن يتم انشاء مصنع يستوعب أعدادا من الأيدي العاملة ويساهم في تشغيل الشباب
| |
|